نقابة البيوطبيين: إقصاء غير مبرر في ظل مليارات تُنفق على أجهزة تُعطّل بلا كفاءات وطنية (بيان)
تابعت نقابتنا باستغراب شديد مراسلة وزارة الصحة الموجّهة إلى وزارة الوظيفة العمومية، والتي تُعبّر فيها عن حاجتها من الموظفين في إطار تنفيذ تعليمات معالي الوزير الأول المتعلقة باكتتاب 3000 موظف لصالح القطاعات الحيوية، تنفيذًا لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
وقد خلت هذه المراسلة بشكل كامل من أي طلب لاكتتاب مهندسين أو تقنيين في الهندسة البيوطبية، رغم أن هذا التخصص يُعد من أهمّ ركائز استمرار العمل الفني داخل المنشآت الصحية، خاصة في ظل ما تشهده المنظومة الصحية من توسع وتحديث في التجهيزات.
إن هذا الإقصاء غير المبرر يثير تساؤلات عميقة، خصوصًا أن وزارة الصحة تُنفق أكثر من مليارين سنويًا على صيانة وتشغيل الأجهزة الطبية، دون أن تضع ضمن أولوياتها الاكتتاب والتكوين الجدي للكفاءات الوطنية المؤهلة لتشغيل هذه الأجهزة وصيانتها.
الأدهى أن الوزارة لا تُلزم الشركات التي تفوز بصفقات توريد الأجهزة بتكوين المهندسين والتقنيين البيوطبيين الوطنيين على تشغيلها وصيانتها، رغم وجود هذا البند في دفاتر الالتزامات، مما يؤدي إلى:
تعطّل الأجهزة في عدة مستشفيات نتيجة غياب العنصر المؤهل،
الارتهان الدائم لشركات الصيانة الأجنبية والمحلية،
هدر الموارد العمومية دون بناء قدرات وطنية مستدامة.
كما أن تخصص الهندسة البيوطبية لا يُدرّس في موريتانيا، وبالتالي فإن خريجيه من الخارج يُقصون مرتين: مرة بسبب غياب التكوين المحلي، ومرة بعدم الاعتراف بخصوصية تخصصهم في التشغيل.
وعليه، فإن نقابتنا:
🔹 ترفض هذا الإقصاء المجحف وغير المفهوم،
🔹 وتحمّل الوزارة المسؤولية الكاملة عن استمرار الأعطال وفقدان الكفاءة التشغيلية،
🔹 وتُحذر من تجاهل فئة فنية وطنية حيوية، أثبتت قدرتها في مختلف المؤسسات الاستشفائية،
🔹 وتُؤكد أنها تحتفظ بعدد من الخطوات التصعيدية، سيتم اتخاذها في الوقت المناسب ما لم يتم تصحيح هذا المسار.
نؤمن أن برنامج فخامة رئيس الجمهورية يهدف إلى الإنصاف والعدالة وتقوية الأداء الوطني، ولن يتحقق ذلك بإقصاء من يحمل أدوات التشغيل والصيانة، ويعمل بصمت خلف كل جهاز يُنقذ حياة.
فهل يُراد فعلًا لهذه الأجهزة أن تتعطل؟
عن نقابة المهندسين والتقنيين البيوطبيين الموريتانيين :
الرئيس: إسحاق ولد محمد
نواكشوط، بتاريخ: 21 / 07 / 2025